إعجاز القران بين الخطابي واحمد القبانجي

(دراسة مقارنة بين المرجعيات والمنهج)

الملخص

لقد كانت حكمة الباري عزَ وجَلْ  أن جعل كتاب القرآن الكريم الذي انزل على نبينا الأكرم محمد (ص) ، كتابًا خالدًا باقيًا إلى يوم القيامة، حيث جعله معجزة عقلية، تحدى بها كافة البشرأن يأتوا بمثله ، لكنهم عجزوا عن الإتيان بمثله قال تعالى: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا}(سورة الإسراء: 88).
وقد تحداهم في نواحي كثيرة،في بلاغة القرآن وبيانه، وفي علومه وتشريعاته وغيبياته وغيرها. و للتعرف إلى جوانب إعجاز القرآن الكريم قدمت هذا البحث المتواضع.

ولا شك أن البحث فى موضوع الإعجاز الذي تضمنته آيات الكتاب الحكيم على هدى وبصيرة يؤتى ثماره الحقيقية ببلوغ نهاية الإحسان للوصول الى فهم معنى ومغزى  آيات الله الواردة  فى القرآن الكريم وسر الاعجاز فيها، وفى جنبات الكون الفسيح، وفى أسرار النفس البشرية وباقى الموجودات، ومِن المعلوم أن القرآن ليس كتابَ طبٍ أو هندسة أو زراعة أو نحو ذلك من العلوم التجريبية، إلا أنه قد حوى قبسًا من هذه العلوم؛ ليكونَ دليلًا على أن القرآن  هو كلام الله تعالى، المنزل على عبده ونبيه محمد (ص) وليس من صتع البشر مطلقًا.

    يمكن القول بأن الله تحدى العرب ابتداءً بالمنهج البياني للقرآن، وهو الذي استرعى ألبابهم، حيث لم تكن بلغت مداركهم العقلية والقانونية أن يعرفوا مدى ما في أحكام القرآن من تنظيم سليم للمجتمع، فيه المصلحة الإنسانية العالية التي تعلو على تفكير البشر، وإن كان فيهم ذوق بياني يذوقون به الألفاظ الفخمة القوية في رنينها، المصورة للمعاني في أحوالها الصوتية، وتَكَوُّن حروفها، ومرامي عباراتها، ويدركون في ذلك المعنى السليم من غير إجهاد، فيدركون ما هو جيد المعنى في ذاته من غير أن يتعرَّفوا فلسفة قانونية أو عقلية أو كونية، وفي القرآن ما يرضهيم ويملأ نفوسهم، ويعجزون عن أن يأتوا بمثله.

وسيتضمن التطرق الى موضوع  إعجاز القران  من خلال عمل مقارنة بين المرجعيات والمنهج بين العالمين أبو سليمان الخطابي واحمد القبانجي.