دَلالَةُ الألْفاظِ على الْمَعْنى

الملخص

إِنَ الدرسَ اللغويَّ -كما حظي باهتمام النحويينَ- كذلك حظي باهتمام الأصوليين وذلك لأنَّ الأحكام الشرعية ومعرفتها يتوقف على فَهْمِ النصوص التي فيها الحكم الشرعي وهي القرآن والحديث واللذان هما باللغة العربية وبها الحكم الشرعي كما ذكر محب الله بن عبد الشكور فقال:(خطابُ الله تعالى المتعلق بأفعال المكلفين من حيث الاقتضاء والتخيير او الوضع) .

وهذا الخطاب- والذي يتمثل باللغة العربية الفصحى في أعلى مستوياتها- قد اهتم الأصوليون بالدرس اللغوي لأجل فهمه فإنَّ استمداد علم أصول الفقه من كلام العربية والأحكام الشرعية كما صرح بذلك الأصوليون  فأول من صنّف في أصول الفقه وهو الإمام الشافعي (تـ204هـ)-رحمه الله-في (الرِّسالةِ) فقال: (فإنَّما خاطبَ اللهُ العربَ بلسانِها على ما تَعرفُ من معانِيها وكانَ ممَّا تعرفُ من معانيها اتساعُ لسانِها وأنَّ فطرتَهُ انْ يخاطبَ بالشَّيءِ منهُ عامَّاً ظاهراً يرادُ بهِ العامُّ الظاهرُ ويستغني بأوَّلِ هذا منهُ عنْ آخِرِه وعامَّاً ظاهراً يرادُ بهِ العامُّ ويدخلهُ الخاصُّ فيستدلُ على هذا ببعضِ ما خوطبَ بهِ فيهِ وعامَّاً ظاهراً يرادُ بهِ الخاصُّ وظاهراً يعرفُ في سياقهِ أنَّهُ يرادُ بهِ غيرَ ظاهرهِ مثلُ هذا موجودٌ علمُهُ في أولِّ الكلامِ أو أوسطِهِ أو آخِرِهِ).