منحوتة هلنستية من تنقيبات تل أبو غافل (الصويرة) 2024

(دراسة تحليلية)

الملخص

عند بدء الحضارة اليونانية الكلاسيكية بالازدهار، كان الشرق الأدنى قد قضى قرابة 2500 عام من الخبرة التاريخية. فمجموع الثقافات والعلوم الاقتصادية والنظم السياسية لغرب آسيا القديمة قد كونت بناءاً رصيناً ترك أثره على الحضارة الإغريقية اللاحقة بشكل بدا منظماً إلا أنه يفتقد الفهم الكامل. لذلك فإن هذا البحث في جزئية منه قد يتيح لنا المجال للإطلاع على التفاصيل المتعلقة بالتأثيرات المتبادلة ونرى كذلك أثر الهلنستية على بلاد النهرين بالشكل الذي يفتح الطريق امام الدارسين لولوج هذا العالم بشكل يسير. لم تكن هنالك فلسفة تفصل الشرق عن الغرب، فالإغريق تبنوا أو إستعاروا عناصر من ثقافة الشرق الأنى وفكره كالأبجدية والرياضيات والموسيقى والآلهة المصورة بشكل بشر.

وعلى ما تقدم، نأمل أن تعمل الدراسة التحليلية المدمجة هذه للعمل الفني الذي نتعامل معه، سواء من الناحية الآثارية أو التاريخية، أن تعطينا معلومات اكبر، ليست فقط عن وظيفة الفن في المجتمع، بل أيضاً، عندما يتم التعرف على الشكل الفني – المجتمعي لتحديد تاريخ التماثيل الفردية. فيما يتعلق بالقطعة الفنية التي نروم تناول تفاصيلها بالدرس والتحليل، هي عبارة عن رأس لأنثى مصنوع من الرخام أبيض اللون، فيه كسر وجزء مفقود عند الجزء العلوي منه وعليه طبقة من طلاء أسود اللون. كما ذكرنا في أعلاه فإن الرأس يمثل امرأة تبدو عليها ملامح طاغية من الجمال ونعومة في تفاصيل الوجه التي برع الفنان – الصانع في إخراجها بهذ الشكل. القطعة ومن خلال بعض التفاصيل التي نشاهدها فيها تبدو معمولة لشخصية من علية القوم أو لإلهة معبودة في هذه الحقبة وهي أفروديت التي خرجت لنا هنا بمقدار كبير من الهدوء والسكينة والجمال الذي تجسد بجبين عريض ناعم وخدين غاية في النعومة يعكس قدراً من الحسن والكمال.

من خلال ما تقدم من وصف وعرض للقطعة الفنية هذه، يمكن للدارس ان يرى فيها ملامح الفن الإغريقي متجلية قس كل التفاصيل التي عمل الفنان على إخراجها من قطعة حجارة رائعة.