أبعاد حجاجية وطاقات استدلالية في نصوص الشيخ القرضاوي المقاصدية

الملخص

نعلم أن الدراسات قد تواترت حول الشيخ القرضاوي في بيان حسه المقاصدي، وشرحه لحقائق الإسلام وتنفيد الأباطيل، ومتابعة الآراء في فقه الله في الشرع والخلق، ورصد المباحث التعليلية وثنائية المصالح والمفاسد...إلخ فلا أسعى إلى تكرار ما سبق، وإنما أتوجه إلى مسلك آخر يدارس ما صاغه القرضاوي من نصوص مختارة فيها مرتكزات حجاجية وآليات استدلالية ألفيتها ـــ بعد طول مُكث ـــ في أعمال الشيخ قد ساقها في بأسلوب برّز فيه مقاصد النصوص، وإقامة الحجة وصولًا إلى التأثير، وتحقيقًا للإقناع عند المتلقين لا سيما في عصر تتسارع فيه الأحداث، وتمتزج فيها الثقافات، وتتنوع المتطلبات؛ مما يستوجب الضبط بملائمة بين ثوابت الشرع ومتغيرات العصر.

ولما كان الحجاج يشكل جانبًا مهمًا من دراسة اللغة في إطار استعمالها، ومدخلًا لتفسير النصوص ذات الصيغة الإقناعية، ومطلبًا للإقناع والتأثير، وتصحيح التصورات بفقه الأولويات، فقد آثرت دراسة الخطاب المقاصدي للشيخ من وجهة الاستدلال الحجاجي، وذلك بتناول الروابط والعوامل الحجاجية، والسلام بقوانين النفي والخفض والقلب، وضروب الاستدلال الحجاجي بالحجج شبه المنطقية التعريفية والتعددية وتقسيم الكل إلى الأجزاء، والحجج المؤسسة للواقع بالوصل السببي والتمثيل والاتجاه والحالات.

ومن ثم نبيّن عدم صحة تأويل نصوص القرضاوي صوريًا؛ لأنّ ذلك لا يوصلنا إلى المقاصد المرجوة، ونخلص إلى الإجابة عن أسئلة عمادها: ما مدى توظيف الحجاج عند القرضاوي لفهم مقاصد الخطاب؟ وما هي الآليات المعتمدة لتحقيق الاستدلال؟