أثر اختلاف القراءات الصحيحة في استنباط الهدايات القرآنية

(آيات الصلة أنموذجا)

الملخص

يتناول هذا البحث: أثر اختلاف القراءات في استخراج الهدايات القرآنية آيات الصلة أنموذجا. وتبرز مشكلة البحث في: استخراج الهدايات القرآنية من أوجه القراءات المتعددة؛ إذ أنّ مؤلفات علم توجيه القراءات قد عنيت ببيان الحجة لكل وجه ٍ من وجوه القراءة، إلا أنّ استخراج الهدايات القرآنيّة وتوظيفها وفق الضوابط والقواعد السليمة لم يحْظَ باهتمام واسع من أهل الاختصاص؛ فمن أمعن النظر في هذه الهدايات وتأمّلها فإنه سيجـــدُ فيها ما يكفي من الموضوعات المهمّة في حياة الفرد في إيمانه وسلوكه وعلاقاته والتي منها صلة الأرحام.

ويهدف البحث إلى بيان أهمية علم الهدايات ومفهومه، وعلاقته بالقراءات القرآنيّة، وبيان أثر اختلاف هذه القراءات في استخراج الهدايات القرآنية المتواترة والشاذة _دراسة تطبيقية وحصر جميع الآيات الواردة في صلة الأرحام؛ ثمّ التطبيق على نموذجين منها.

ويشير البحث إلى بعض نماذج الآيات الواردة في موضوع صلة الأرحام، ضمّنتُ مطالبها ببعض التعريفات، وهي: التعريف بـــــ: الرّحم، والتعريف بـــــــ: البرّ، وعلاقة الآية ومناسبتها لما قبلها، وبيان معناها الإجمالي، والقراءات الواردة فيها من خلال القراءات العشر المتواترة والقراءات الشاذّة _ والتي لها علاقة بالمعنى_ مع بيان جوانب الهداية فيها، وتوجيهها، بــــــالاعتماد على كتب التوجيه، والإعراب، وشواذّ القرآن، ثم ضمّنتُ المطلب الرابع ببيان أثر اختلاف القراءات في استخراج الهدايات القرآنية، بالدراسة التطبيقية لقول الله تعالى (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا).والدراسة التطبيقية لقول الله تعالى (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما).مستعينة في ذلك بالرجوع إلى أغلب كتب التفاسير، وإعراب القرآن، والتوجيه، وكتب الشواذّ؛ لاستخلاص أبرز الهدايات القُرآنيّة والقِرآئيِّة الواردة فيها.

وقد اتبعت في هذا البحث المنهج الاستقرائي والمنهج الاستنباطي التحليلي في فهم النصوص وتوظيفها، وهو المنهج المناسب لمثل هذا النوع من الدراسة.

 وقد توصّل البحث لعدد من النّتائج، ومن أهمّهــــا هو أهمية مجال استنباط الهدايات القرآنية، حيث إنه مجال واسع، لا يمكن حصره؛ لأنه متعلق بالقرآن العظيم؛ الذي هو هداية البشر في جميع أمورهم وسبيل سعادتهم ونجاتهم (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم).

إنّ الباحث في الهدايات القرآنية ينبغي أن يكون ملمًّا وفاهمًا لأوجه القراءات المتنوعة؛ حتى تحصل له ملَكة تمكّنُه من معرفة دلالات الآية الكريمة، وما تهدف إليه من معان متنوعة؛ لأنّ علم الهدايات لا يكتمل إلا بمعرفة أوجه القراءات.